علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة
سنة النشر
العدد الثاني شوال ١٣٩٤ هـ ١٩٧٤ م
تصانيف
لقد أدْرك المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي هَذَا السِّرّ فِي الْمُسلم فَعمل وبدأب واستمرار وبشتى الْوَسَائِل لتحطيم هَذَا الاستعلاء الإيماني ووأد روح المقاومة عِنْده، هَذَا من جِهَة، وَمن جِهَة أُخْرَى جَاءَ يتسلل تسللًا يُخَادع الْمُسلمين وَيرْفَع لَهُم فَوق حروبه مَعَهم شعارات مُتعَدِّدَة تخفي طَابع غَزوه الديني، وتستر حَقِيقَة مقْصده وَهِي التَّخَلُّص من الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بردهمْ أَو إبادتهم.. وَالْحق أَن الظروف ساعدت المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لتحقيق قدر كَبِير من أهدافه، وأشير الْآن إشارات خاطفة لبَعض أَعماله..
١ - لقد عرف المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي أَن مصدر قُوَّة الْمُسلم هُوَ الْكتاب وَالسّنة فَعمل على الْفَصْل بَينه وَبَينهمَا، فشجع على نشر الخرافات والبدع والضلالات والصوفيات١، وَكلما تحمل على الْفَصْل بَين الْمُسلم وَكتاب ربه ﷿ وَسنة نبيه ﵊.
٢ - وَلكنه وجد أَنه إِن اسْتَطَاعَ الْفَصْل بَين الْمُسلم وَكتاب ربه - تَعَالَى - وَسنة نبيه ﵊ فهناك التراث الإسلامي فِي الْفِكر والتاريخ وَسوى ذَلِك، فَإِن هَذَا التراث كَفِيل لَو رَجَعَ إِلَيْهِ الْمُسلم، وَلَا بُد أَن يرجع
_________
١ - قد لَا يرتاح الْبَعْض أَو يعترضون على إِدْخَال الصوفيات بَين الْبدع والضلالات الَّتِي يشجعها الاستعمار فِي عَالم الْمُسلمين، وَيَقُولُونَ لَيست كل الصوفيات ضَالَّة..الخ، وَأَقُول: نَحن نفرق بَين الزّهْد الْحَقِيقِيّ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ سلف هَذِه الْأمة الصَّالح وَبَين الزندقة الَّتِي دخلت باسم الصُّوفِيَّة على الْمُسلمين.. لَكِن الْوَاقِع الْمشَاهد هُوَ أَن مَا تحويه كتب الصُّوفِيَّة الْيَوْم هُوَ خليط من هَذَا وَذَاكَ أَو على الْأَقَل لَا يَخْلُو من الدس والشرك والبدع٠٠ هَذِه وَاحِدَة.. وَأمر آخر وَلَعَلَّه أَشد خطرًا وَهُوَ: أَن صالحي الصوفيين يؤولون الْكفْر والزندقة والخرافات فِيهَا إِن لم يقبلوها بِقبُول حسن.. وَمن ثمَّ يتسرب الشّرك والبدع والزندقة للْمُسلمين من كتب الصُّوفِيَّة، وصالحوهم يساهمون بِلَا قصد أَو يسكتون.. ثمَّ إننا نلاحظ السلبية القاتلة على عَامَّة الصوفيين، القاتلة لامكاناتهم وروح الْجِهَاد فيهم، وَهَذَا مَا يَطْلُبهُ الاستعمار ومعسكراته..
1 / 115