علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة
سنة النشر
العدد الثاني شوال ١٣٩٤ هـ ١٩٧٤ م
تصانيف
فهم إِذن يعيشون فِي خوف دَائِم قلق مُسْتَمر من عودة الْمُسلمين إِلَى دينهم ووحدتهم خوفًا من أَن يُعِيد التَّارِيخ نَفسه، وهم يرَوْنَ أَن الْإِسْلَام هُوَ الْخطر الْحَقِيقِيّ عَلَيْهِم، وَهُوَ الْجِدَار الوحيد فِي وَجه استعمارهم لبلاد الْمُسلمين وانفرادهم بخيراتها كَمَا يودون.
يَقُول جورج براون فِي كتاب لَهُ صدر عَام ١٣٦٤هـ مَا يَلِي معبرًا عَن مخاوف المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي من الْإِسْلَام، فَقَالَ:
" كُنَّا نخوف بشعوب مُخْتَلفَة وَلَكنَّا بعد اختبار لَهُم لم نجد مبررًا لمثل هَذَا الْخَوْف. لقد كُنَّا نخوف من قبل بالخطر الْيَهُودِيّ، والخطر الْأَصْفَر، والخطر البلشفي..إِلَّا أَن هَذَا التخويف لم يتَّفق كَمَا تخيلناه..
إننا وجدنَا الْيَهُود أصدقاء لنا، وعَلى هَذَا يكون كل مضطهد لَهُم عدونا الألد! ١.
ثمَّ رَأينَا البلاشفة حلفاء لنا..
أما الشعوب الصَّفْرَاء فهناك دوَل ديمقراطية كبرى تقاومها..
وَلَكِن الْخطر الْحَقِيقِيّ كامن فِي نظام الْإِسْلَام، وَفِي قوته على التَّوَسُّع والإخضاع وَفِي حيويته.. إِنَّه الْجِدَار الوحيد فِي وَجه الاستعمار الأوروبي. "
هَذَا الَّذِي يخيفهم فَقَط، إِنَّه الْإِسْلَام ويقظة الْمُسلمين وعودتهم إِلَيْهِ. وخوفهم من الْإِسْلَام ويقظة الْمُسلمين لَيْسَ على مصالحهم فِي الْعَالم الإسلامي فَحسب، بل حَتَّى وجودهم فِي بِلَادهمْ. وَمن ثمَّ فهم يحذرون كل تحرّك للْمُسلمين ويرقبونه ويرصدونه كل حَرَكَة أَو دَعْوَة إسلامية ترمي لإيقاظ هَذَا العملاق النَّائِم لتوحيد أَعْضَائِهِ وربطها بِقَلْبِه ويتتبعون أَخْبَارهَا وَلَيْسَ هَذَا فَقَط، بل يهتمون ويغتمون لقِيَام كل شخصية أَو دَاعِيَة إسلامي يَصِيح فِي الْمُسلمين ليستيقظوا من غفلتهم ويعودوا إِلَى رَبهم - سُبْحَانَهُ - ويتمسكوا بِكِتَاب رَبهم
١ - صدق الله تَعَالَى: ﴿بَعضهم أَوْلِيَاء بعض﴾ .
1 / 111