الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
وقد كان في بلدان نجد من ذلك أمر عظيم، يأتون عند قبر زيد بن الخطاب١رضي الله عنه في الجبيلة، فيدعونه لتفريج الكرب وكشف النوب، وكان عندهم مشهورا بذلك ومذكورا بقضاء الحوائج.
وكانوا يزعمون أن في قريوة في الدرعية قبور بعض الصحابة، فعكفوا على عبادتها، وصار أهل تربتها أعظم في صدورهم من الله.
وفي شعيب غبيراء؛ يزعمون أن فيه قبر ضرار بن الأزور٢رضي الله عنه، وهو مكذوب، يأتون من المنكرات عنده ما لا يعهد مثله.
وكان الرجال والنساء يأتون بليدة الفدا لفحل النخل الذي فيها، ويفعلون عنده أقبح الأفعال، ويتبركون به، ويعتقدون به، فكانت المرأة إذا تأخرت عن الزواج تأتيه فتضمه بيديها؛ ترجو أن يفرج عنها كربها، وتقول: يا فحل الفحول أريد زوجا قبل الحول.
وكان طوائف من الناس تقصد شجرة الطرفية؛ يتبركون بها، ويعلقون الخرق عليها إذا ولدت المرأة ذكرا؛ لعله يسلم من الموت.
١ هو زيد بن الخطاب بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي أخو عمر بن الخطاب ﵄ لأبيه، شهد المشاهد كلها مع الرسول ﷺ، كانت معه راية المسلمين في اليمامة، واستشهد بها سنة١٢هـ. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، ١/٥٦٥. ٢ الصحابي الجليل: ضرار بن الأزور مالك بن أوس، سكن الكوفة، واستشهد في اليمامة، انظر: الإصابة: ٢/٢٠٨.
1 / 70