المستدرك على معجم المناهي اللفظية
الناشر
دار طيبة النشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
الرياض - السعودية
تصانيف
فأجاب: "هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه؛ فإن دين الأنبياء واحد في باب الاعتقاد والتوحيد؛ فقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (^١) فأخبر بأن رسول كل أمة دعاهم قائلا: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، أي أخلصوا له العبادة واتركوا عبادة الطواغيت؛ وهي كل ما يعبد من دون الله، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (^٢). أي كل واحد من الرسل أوحى الله تعالى إليه أن يدعو إلى (لا إله إلا الله) وإلى عبادة الله، وأخبر تعالى أن كل رسول بدأ دعوته بقوله: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (^٣).
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود وابن جرير عن أبي هريرة ﵁ قال: قال النبي ﷺ: "الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتي ودينهم واحد" (^٤). وروى البخاري عن أبي سلمة وأبي عمرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتي ودينهم واحد" (^٥)، وفي رواية لأحمد: "إخوة لعلات دينهم واحد وأمهاتهم شتي" (^٦). وفي الباب أحاديث بهذا
_________
(^١) سورة النحل، الآية (٣٦).
(^٢) سورة الأنبياء، الآية (٢٥).
(^٣) سورة الأعراف، الآية (٥٩).
(^٤) رواه الإمام أحمد: ٢/ ٤٠٦، وأبو داود بمعناه، كتاب السنة، رقم (٤٦٧٥).
(^٥) رواه البخاري في صحيحه برقم (٤٤٣).
(^٦) رواه أحمد: ٢/ ٤٣٧.
1 / 54