المستدرك على معجم المناهي اللفظية
الناشر
دار طيبة النشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
الرياض - السعودية
تصانيف
أمر الله ﷿، المتعدون حدوده، الراكبون معصيته، التاركون فروضه" (^١).
وذكر ابن الجوزي في تفسيره أن فسادهم هو: (الكفر) و(العمل بالمعاصي) و(النفاق) (^٢).
وقال القرطبي في تفسير قول المنافقين ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾: "إنما قالوا ذلك على ظنهم؛ لأن إفسادهم عندهم إصلاح" (^٣).
وقال الراغب: تصوروا إفسادهم بصورة الإصلاح؛ لما في قلوبهم من المرض؛ كما قال: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾ (^٤) وقوله: ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (^٥) وقوله: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ (^٦).
وقال القاشاني: "كانوا يرون الصلاح في تحصيل المعاش وتيسير أسبابه، وتنظيم أمور الدنيا -لأنفسهم خاصة- لتوغلهم في محبة الدنيا" (^٧)، أي على حساب الدين.
وقال ابن سعدي في تفسيره: "جمعوا بين العمل بالفساد في الأرض، وإظهار أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح! قلبًا للحقائق، وجمعًا بين فعل
_________
(^١) المصدر السابق نفسه (١/ ٢٩١).
(^٢) انظر زاد المسير (١/ ٣٢).
(^٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١/ ٢٠٤).
(^٤) سورة فاطر، الآية (٨).
(^٥) سورة الأنعام، الآية (٤٣).
(^٦) سورة الكهف، الآية (١٠٤).
(^٧) انظر محاسن التأويل القاسمي (١/ ٢٥٢).
1 / 29