183

المستدرك على معجم المناهي اللفظية

الناشر

دار طيبة النشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

الرياض - السعودية

تصانيف

فإنه أكمل الناس هديًا وسيرة وقولًا وعملًا، وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، كما قال الله سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (^١). وقال ﷿ في وصف نبيه ﷺ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (^٢). قالت عائشة ﵂: (كان خلقه القرآن) والمعنى أنه كان ﵊ يعمل بأوامر القرآن، وينتهي عن نواهيه، ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها، ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها، والله ولي التوفيق" (^٣). فسماحة الشيخ ﵀ لا يجيز إطلاق هذا اللفظ وصفًا للنبي ﷺ إلا مع التقييد "بالمثل الأعلى في المنهج والسيرة"، وإلا فإنه لا يجوز إطلاقه وصفًا دون تقييد إلا لله؛ لأنه "هو الأحق بالوصف الأعلى". ولكن أحد المعاصرين لم يرتض هذا الجواب من شيخنا ﵀ زاعمًا أن هذا الوصف مما يختص به الله وحده سبحانه، لا يجوز إطلاقه حتى على النبي ﷺ. وصنف كتيبًا من (١٩ صفحة) سماه: (بيان أن المثل الأعلى خاص لربنا وحده ﵎، وهو رد على من قال: إن محمدًا ﷺ في السيرة والمنهج المثل الأعلى).

(^١) سورة الأحزاب آية ٢١. (^٢) سورة القلم آية ٤. (^٣) مجلة البحوث الإسلامية (٢٧/ ٨٥ - ٨٦)، وفتاوى الشيخ، إصدار مجلة الدعوة، (٤/ ١٤ - ١٥).

1 / 187