المستدرك على معجم المناهي اللفظية
الناشر
دار طيبة النشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
الرياض - السعودية
تصانيف
وهذا كفر بالإجماع، ومن اعتقد ذلك فهو كافر، لأنه لا يسوغ لأحد أن يعتقد أنه يجوز له أن يتديّن بغير دين محمد ﷺ.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ (^١).
وأما قوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ (^٢): فليس الأمر هنا للتخيير، بمعنى أن العبد له أن يختار الإيمان أو الكفر، كما زعم الشعراوي في الإذاعة، وإنما الأمر هنا للوعيد والتهديد؛ بدليل قوله تعالى بعدها مباشرة: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾ (^٣).
والصواب أن يقال: (حرية العمل للخير أو الشر)؛ قال تعالى: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (^٤): أي دلَّه الله على الطريق، فهو الذي يختار الحق فيكون شاكرًا، أو يختار الباطل فيكون كافرًا؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ (^٥) " (^٦).
لا معبود إلا الله أو لا معبود إلا هو أو لا معبود سواه:
قال الشيخ صالح الفوزان -وفقه الله- تعليقًا على قول الطحاوي في عقيدته: "ولا إله غيره": "هذا هو توحيد الألوهية؛ لا إله: أي: لا معبود بحق غيره.
(^١) سورة آل عمران، الآية (١٩). (^٢) سورة الكهف، الآية (٢٩). (^٣) سورة الكهف، الآية (٢٩). (^٤) سورة البلد، الآية (١٠). (^٥) سورة الإنسان، الآية (٣). (^٦) أخطاء شائعة (ص ٣٠) بتصرف يسير.
1 / 183