المستدرك على معجم المناهي اللفظية
الناشر
دار طيبة النشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
الرياض - السعودية
تصانيف
وأبو يزيد لم يقصد هذا المعنى، لأنه كفر صراح.
وإنما قصد بحر الشهوات؛ فهذا البحر وقف الأنبياء بساحله، يحذرون الناس من خوضه؛ كما قال النبي ﷺ: "أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها" (^١).
وقال أيضًا: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات" (^٢).
وروى ابن عبد البر في الاستيعاب عن خالد بن سعيد بن العاص أنه رأى في المنام أنه وُقِفَ به على شفير جهنم، ورأى والده يدفعه فيها، وراي النبي ﷺ أخذ بحقويه لئلا يقع فيها، ففزع وقال: أحلف بالله إنها لرؤيا حق ولقي أبا بكر ﵁ فذكر ذلك له، فقال أبو بكر: أريد بك خير، هذا رسول الله ﷺ فاتبعه، وإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع فيها، وأبوك واقع فيها، فلقي النبي ﷺ بأجياد فأسلم.
فوظيفة الأنبياء تحذير الناس من خوض بحر الشهوات الذي يؤدي بهم إلى النار، أعاذنا الله منها" (^٣).
حسنات الأبرار سيئات المقربين:
قال الدكتور عبد الله بن الصديق في مقاله (أغلاط شائعة): "ومنها: قولهم: حسنات الأبرار سيئات المقربين. هذه الجملة قيلت قديمًا ووقعت في
(^١) متفق عليه: رواه بنحوه: البخاري برقم (٦٤٨٣)، ومسلم برقم (٢٢٨٤). (^٢) رواه مسلم برقم (٢٨٢٣). (^٣) مجلة دعوة الحق (س ١٩، ع ٩، ص ٧١ - ٧٣).
1 / 172