المستدرك على معجم المناهي اللفظية
الناشر
دار طيبة النشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
الرياض - السعودية
تصانيف
أطاع الأمر دخل الجَنَّة، وإن عصى دخل النار، وهكذا أولاد المشركين الذين ماتوا قبل البلوغ فإنَّ الصحيح فيهم قولان:
أحدهما: أنَّهم يُمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا دخلوا الجَنَّة، وإن عصوا دخلوا النار؛ لقول النَّبِيّ ﷺ لما سُئِلَ عنهم: "الله أعلم بما كانوا عاملين" (^١) متفق على صحته، فإذا امتحنوا يوم القيامة ظهر علم الله فيهم.
والقول الثاني: أنَّهم من أهل الجَنَّة؛ لأنَّهم ماتوا على الفطرة قبل التكليف، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنَّه قال: "كل مولود يولد على الفطرة -وفي رواية- على هذه الملة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (^٢)، وثبت عنه ﷺ أنَّه رأى إبراهيم الخليل ﵊ في روضة من رياض الجَنَّة وعنده أطفال المسلمين وأطفال المشركين.
وهذا القول هو أصح الأقوال في أطفال المشركين، للأدلة المذكورة، ولقوله سبحانه: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ (^٣).
ونقل عن الحافظ ابن حجر ﵀، في شرح باب: (ما قيل في أولاد المشركين) من كتاب (الجنائز): "أن هذا القول هو المذهب الصحيح المختار الَّذي صار إليه المحققون" (^٤). انتهى المقصود.
ويستثنى من ذلك أيضًا دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه؛ فإنَّ ذلك ليس.
(^١) رواه البخاري برقم (١٣٨٤)، ومسلم برقم (٢٦٥٩). (^٢) رواه البخاري برقم (١٣٨٥)، ومسلم برقم (٢٦٥٨). (^٣) سورة الإسراء، الآية (١٥). (^٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري: (٣/ ٢٤٧).
1 / 154