المستدرك على معجم المناهي اللفظية

سليمان الخراشي ت. 1443 هجري
150

المستدرك على معجم المناهي اللفظية

الناشر

دار طيبة النشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

الرياض - السعودية

تصانيف

أطاع الأمر دخل الجَنَّة، وإن عصى دخل النار، وهكذا أولاد المشركين الذين ماتوا قبل البلوغ فإنَّ الصحيح فيهم قولان: أحدهما: أنَّهم يُمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا دخلوا الجَنَّة، وإن عصوا دخلوا النار؛ لقول النَّبِيّ ﷺ لما سُئِلَ عنهم: "الله أعلم بما كانوا عاملين" (^١) متفق على صحته، فإذا امتحنوا يوم القيامة ظهر علم الله فيهم. والقول الثاني: أنَّهم من أهل الجَنَّة؛ لأنَّهم ماتوا على الفطرة قبل التكليف، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنَّه قال: "كل مولود يولد على الفطرة -وفي رواية- على هذه الملة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (^٢)، وثبت عنه ﷺ أنَّه رأى إبراهيم الخليل ﵊ في روضة من رياض الجَنَّة وعنده أطفال المسلمين وأطفال المشركين. وهذا القول هو أصح الأقوال في أطفال المشركين، للأدلة المذكورة، ولقوله سبحانه: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ (^٣). ونقل عن الحافظ ابن حجر ﵀، في شرح باب: (ما قيل في أولاد المشركين) من كتاب (الجنائز): "أن هذا القول هو المذهب الصحيح المختار الَّذي صار إليه المحققون" (^٤). انتهى المقصود. ويستثنى من ذلك أيضًا دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه؛ فإنَّ ذلك ليس.

(^١) رواه البخاري برقم (١٣٨٤)، ومسلم برقم (٢٦٥٩). (^٢) رواه البخاري برقم (١٣٨٥)، ومسلم برقم (٢٦٥٨). (^٣) سورة الإسراء، الآية (١٥). (^٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري: (٣/ ٢٤٧).

1 / 154