حقيقة الوتر ومسماه في الشرع - ضمن «آثار المعلمي»
محقق
محمد عزير شمس
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ
تصانيف
الحديث مشتمل على بيان صلاة الليل؛ لأن النبي ﵌ أجاب به من سأله عنها كما مرَّ، فأخذا من الحديث ما يتعلق به الغرض، ومثل هذا كثير في الأحاديث.
وقد روى البخاري ومسلم حديث: "صلاة الليل مثنى مثنى" عن ابن عمر بروايات مختلفة (^١)، فإما أن تُحمَل على التعدد، وإما أن تكون من باب الرواية بالمعنى، وقد ثبت للواقعة التعددُ مرتين، وذلك في رواية عبد الله بن شقيق عند مسلم (^٢) عن عبد الله بن عمر أن رجلًا سأل النبي ﵌ وأنا بينه وبين السائل، فقال: يا رسول الله، كيف صلاةُ الليل؟ قال: "مثنى مثنى، فإذا خشيتَ الصبحَ فصلِّ ركعةً، واجعل آخرَ صلاتك وترًا". ثم سأله رجل على رأس الحول وأنا بذلك المكان من رسول الله ﵌، فلا أدري أهو ذلك الرجل أو رجل آخر، فقال له مثله. انتهى.
فيمكن أن يكون الجواب الثاني مغايرًا للجواب الأول في اللفظ، وقول ابن عمر: "فقال له مثله" أي مثل معناه.
قال في "الفتح" (^٣): ووقع في "المعجم الصغير" (^٤) للطبراني أن السائل هو ابن عمر لكن يُعكِّر عليه روايةُ عبد الله بن شقيق عن ابن عمر (^٥) أن رجلًا سأل النبي ﷺ وأنا بينه وبين الرجل ...، فذكر الحديث، وفيه: ثم سأله رجلٌ
_________
(^١) انظر "صحيح البخاري" (٤٧٢، ٤٧٣، ٩٩٠، ٩٩٣، ١١٣٧) ومسلم (٧٤٩).
(^٢) رقم (٧٤٩/ ١٤٨).
(^٣) (٢/ ٤٧٨).
(^٤) (١/ ١٠٣).
(^٥) عند مسلم (٧٤٩/ ١٤٨).
16 / 280