السباق إلى العقول
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
حصول رضا النفس وطمأنينتها في الدنيا لمن ﵁.
ويجب أن يعلم أن هذه الغاية -رضا الله- التي جعلها أهل الحق نصب أعينهم -بل جعلوها أم الغايات- للسباق إلى العقول بالحق هي التي يتحقق بها الاطمئنان والسعادة والرضا لمن حققها، ويدل على ذلك أمران:
الأمر الأول: نصوص الكتاب والسنة، ما ذكر هنا منها وما لم يذكر، وبخاصةٍ قوله تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ . [المجادلة: ٢٢ والبينة: ٨]
وإن صاحب هذه الغاية ليجد الرضا في نفسه والطمأنينة والسعادة في أشد الظروف امتحانا وابتلاء، يتضح ذلك بتأمل قوله تعالى -مخاطبا نبيه ﷺ ويدخل فيه من اقتدى به من أمته: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ . [طه: ١٣٠] وفي معنى ذلك قوله تعالى: ﴿اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ . [الرعد: ٢٨]
1 / 63