الظاهرة القرآنية
محقق
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٠ هـ -٢٠٠٠م
مكان النشر
دمشق سورية
تصانيف
مثال على الوحدة التاريخية
هذا المثال تقدمه لنا الآية الآتية:
(١) ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ
(٢) قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
(٣) وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ
(٤) وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون ١/ ٦٣]
هاهو ذا النص الذي ندرسه. والذي قصدنا إلى ترقيمه وتجزئته أربعة أجزاء، ندرس فيها نظام الفقرات.
وتظهر المسحة التاريخية للآية في الفقرة الأولى التي تصور لنا حادثًا عاديًا هو حضور المنافقين بين يدي النبي، ولقد جاءت هذه الفقرة في مكانها فعلًا، لأن الهدف العاجل من هذه الآية هو أن تصف لنا غدر المنافقين وكذبهم، فمن الواجب أولًا أن تعطينا وصفًا لإطار الحادثة، وهو كون المنافقين في حضرة النبي. أما الأفكار التالية لذلك فينبغي أن تجيء وفق نظام طبيعي يتبع درجة الأهمية، أي ينتقل من الفكرة الرئيسية إلى الفكرة التابعة، وخاصة في الأسلوب الخطابي كما هو شأن القرآن.
والفكرة الرئيسية هنا هي أن يعلن غدر المنافقين، وأن يكذبهم في مقالتهم.
فإذا ما طبقنا هذه الملاحظة على ترتيب أفكار الآية صارت هكذا:
1 / 186