قطعوه، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
٨ - ولقد كان الضعيف مأكولًا ضائعًا والفقير يائسًا جائعًاَ، حتى جاء الإسلام فشرع قانون الزكاة. وجعلها حقًا معلومًا في مال الغني، لا يخلص له إلا بعد إعطائها، حتى لقد قال الشافعي ﵁: "إن الغني إذا وجبت الزكاة في مال معين له، كان غير مالك للجزء الذي يقابلها، ولذلك إذا تصرف فيه من غير إخراجها يكون تصرفه باطلًا، وإذا مات من غير أن يؤدي ما وجب عليه من زكاة أخذت من تركته، وقدمت على سائر الديون عند الشافعي ﵁!
* * *
ولم يعتبر الإسلام الزكاة إحسانًا مُذلًّا، بل أوجبها على الأغنياء يقبضها ولي الأمر بالنيابة على الفقراء، ويوزعها عليهم بمقدار حاجته، ولقد هم عمر ﵁ عام وفاته أن يمر على الأقاليم بنفسه ليوزع على الفقراء حقوقهم في بيت المال غير الزكاة كل له عطاء بمقدار بلائه وعنائه في الإسلام.
٩ - وبينما كان قانون الرومان في بعض أدواره يجعل الدائن يسترق المدين إن عجز عن الوفاء، كان القرآن الذي نطق به النبي
1 / 14