214

الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

تصانيف

الفرع الرابع: أشهر رجالهم في ممارسة التحريف:
إن اليهود قد عرفوا على مر العصور بالإخفاء للأحكام الشرعية، والتستر بأنفسهم وراء الأديان الأخرى، والتخفي خلف الطوائف والجماعات والجمعيات، وكذلك في الهيئات والمنظمات؛ وذلك لأغراض سياسية تخدم مصالحهم، ومنهم أكثر الخبراء المتخفين في جميع المجالات؛ لخدمة أباطيلهم ومخططاتهم، ولإثارة القلاقل والفتن في الأرض، ومن الأمثلة على ذلك أن الذي حرف التوراة هو الكاهن اليهودي عزرا بن سرايا " فقد استطاع أن يكتب التوراة الحالية ... وأضاف أسفارًا نسبها إلى موسى ﵇، ولا صلة له بها أبدًا ... حتى عظمه اليهود، وقالوا عنه: إنه ابن الله، وكان ممن آمن بهذه المقولة يهود المدينة المنورة الذين كانوا فيها حينما هاجر رسول الله ﷺ إليها، وقد أنكروا على رسول الله ﷺ عدم اعتقاده ببنوة عزرا لله ﷿" (١).
وأما الديانة النصرانية فقد تلبس بها بولس اليهودي الذي أظهر لهم التزامه بالنصرانية، وكارل ماركس اليهودي حيث: "والشيوعية المعاصرة تنسب إلى المسيحي كارل ماركس ١٨١٨ م ١٨٨٣ م، وهو يهودي ابن الحاخام الألماني المتعصب كاي مردخاي الذي هجر اليهودية مؤمنًا، واعتنق المسيحية لغرض يهودي، ومثله عبدالله بن سبأ، وميمون القداح " (٢).
وهكذا يوجد لكل زمان ومكان رجاله الذين يقومون بخدمة اليهود واليهودية، وينفذون أهدافها، فأما بولس اليهودي فإنه: " قد كان نموذجًا صارخًا لهذا النوع من التحريف باسم الدين، وقد اعترف بذلك التحريف بقوله: إن كان صدق الله قد أزداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان بعد كخاطئ" (٣).
وأما بولس اليهودي فقد تحدث عنه المتخصص في دراسة الأديان ومقارنتها عبد الرحمن حبنكة ﵀ بقوله: " إن بولس كان يهوديًا متلبسًا بالنصرانية، وكان له الأثر الكبير في تحريف أصول الديانة النصرانية .. وكان اسمه (شاؤول) ... وكان في أول عهده من أكبر أعداء النصارى الذين آمنوا بعيسى ... وبعد أن رفع الله عيسى بمدة من الزمن أعلن بشكل مفاجئ دخوله في النصرانية، ... ونشط

(١) انظر: كتاب لتفسدن في الأرض مرتين، (ص: ١٩٤ - ١٩٥)، مرجع سابق.
(٢) انظر: صراعنا مع اليهود بين الصلح المستحيل والمواجهة الحتمية، (١/ ٤٥٥) المؤلف: محمد بن مهنأ العلي، الناشر: مطبعة السفير الرياض.
(٣) انظر: هل العهد الجديد كلمة الله (ص: ١٢٩) المؤلف: منقذ بن محمود السقار، سلسلة الهدى والنور.

1 / 225