أولًا: جزى الله مؤلف الكتاب خيرًا، لكنَّ الكتاب يحتاج إلى جهد أكبر، وهذا لا يقلل من شأن مؤلفه. ثانيًا: تَمَّ تدعيم الكتاب بتعليقات مهمة وضرورية في هوامش الكتاب. من خلال بعض الكتب منها: تفسير مفاتيح الغيب (للإمام فخر الدين الرازي) الدر المصون (للسمين الحلبي) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (للبقاعي) الانتصار للقرآن (للقاضي أبي بكر الباقلاني) الروض الأنف (للسهيلي) معترك الأقران (للسيوطي) شبه المشككين (موقع وزارة الأوقاف المصرية) نحو تفسير موضوعي (للشيخ محمد الغزالي) الإسلام والاستبداد السياسي المرأة في الإسلام المال في القرآن (للشيخ محمود غريب) . ثالثًا: تَمَّ إضافة كتاب مائة سؤال في النصرانية (وذلك بعد الفراغ من نص الكتاب) ليقف كل معادٍ للإسلام، وطاعن في القرآن صاغرًا أمام كبرياء القرآن، خجلا من فضائح كتابه المحرَّف "المقدس" رابعًا: هذا الكتاب ردٌّ على الفاسق الفاجر القسيس عبد الله الفادي، الذي يزعم - زورا وبهتانا - أنه وهب حياته للبحث وخرج بهذه النتائج، وما هو إلا مفترٍ كذوب، شأنه شأن غيره من المستشرقين الذين أعماهم التعصب عن إبصار الحق المبين. قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل. قال بعض العلماء: ولو كان القرآن من عند غير الله لاختلف النظم في الحسن والبهاء والقول في الشداقة والبلاغة والمعنى من حيث الفساد والصحة ومن حيث الإتقان والمتانة. فإن قلت: هذه مجرد دعوى لا تتكي على دليل وقد أخذ على القرآن مناقضات وإشكالات جمة ربما ألف فيه التأليفات، وهي إشكالات لفظية ترجع إلى قصوره في جهات البلاغة ومناقضات معنوية تعود إلى خطئه في آرائه وأنظاره وتعليماته، وقد أجاب عنها المسلمون بما لا يرجع في الحقيقة إلا إلى التأويلات التي يحترزها الكلام الجاري على سنن الاستقامة وارتضاء الفطرة السليمة. قلت: ما أشير إليه من المناقضات والإشكالات موجودة في كتب التفسير وغيرها مع أجوبتها ومنها هذا الكتاب، فالإشكال أقرب إلى الدعوى الخالية عن البيان. ولا تكاد تجد في هذه المؤلفات التي ذكرها المستشكل شبهة أوردوها أو مناقضة أخذوها إلا وهي مذكورة في مسفورات المفسرين مع أجوبتها فأخذوا الإشكالات وجمعوها ورتبوها وتركوا الأجوبة وأهملوها، ونعم ما قيل: لو كانت عين الحب متهمة فعين البغض أولى بالتهمة. وصدق الله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣) . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 / 4
1 / 5
1 / 6
1 / 7
1 / 8
1 / 9
1 / 10
1 / 11
1 / 12
1 / 13
1 / 14
1 / 15
1 / 16
1 / 17
1 / 18
1 / 19
1 / 21
1 / 22
(١) جاء في كتاب شبهات المشككين ما نصه: ٤٤- حول غروب الشمس فى عين حمئة ومخالفة ذلك للحقائق العلمية تغرب الشمس فى عين حمئة، حسب القرآن [الكهف: ٨٦] وهذا مخالف للعلم الثابت. فكيف يقال إن القرآن لا يتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة؟ (انتهى) . الرد على الشبهة: فى حكاية القرآن الكريم لنبأ " ذو القرنين " حديث عن أنه إبان رحلته: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قومًا..) (١) . والعين الحمئة، هى عين الماء ذات الحمأ، أى ذات الطين الأسود المنتن. ولما كان العلم الثابت قد قطعت حقائقه بأن الأرض كروية، وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس، فإن غروب الشمس ليس اختفاء فى عين أو غير عين، حمئة أو غير حمئة.. والسؤال: هل هناك تعارض بين حقائق هذا العلم الثابت وبين النص القرآنى؟. ليس هناك أدنى تعارض - ولا حتى شبهة تعارض - بين النص القرآنى وبين الحقائق العلمية.. ذلك أن حديث القرآن هنا هو عن الرؤية البصرية للقوم الذين ذهب إليهم ذو القرنين، فمنتهى أفق بصرهم قد جعلهم يرون اختفاء الشمس - غروبها - فى هذه البحيرة - العين الحمئة -.. وذلك مثل من يجلس منا على شاطئ البحر عند غروب الشمس، فإن أفق بصره يجعله يرى قرص الشمس يغوص - رويدًا رويدًا - فى قلب ماء البحر. فالحكاية هنا عما يحسبه الرائى غروبًا فى العين الحمئة، أو فى البحر المحيط.. وليست الحكاية عن إخبار القرآن بالحقيقة العلمية الخاصة بدوران الأرض حول الشمس، وعن ماذا يعنيه العلم فى مسألة الغروب. وقد نقل القفال، أبو بكر الشاشى محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر [٤٢٩ - ٥٠٧هـ - /١٠٣٧ - ١١١٤م] عن بعض العلماء تفسيرًا لهذه الرؤية، متسقًا مع الحقيقة العلمية، فقال: " ليس المراد أنه [أى ذو القرنين] انتهى إلى الشمس مشرقًا ومغربًا حتى وصل إلى جِرْمها ومسَّها.. فهى أعظم من أن تدخل فى عين من عيون الأرض، بل هى أكبر من الأرض أضعافًا مضاعفة. وإنما المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة [أى البقاع المعمورة والمأهولة] من جهة المغرب ومن جهة المشرق، فوجدها فى رأى العين تغرب فى عين حمئة، كما أنا نشاهدها فى الأرض الملساء كأنها تدخل فى الأرض، ولهذا قال: (وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سِترا) (٢) . ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسّهم وتلاصقهم، بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم.. " (٣) . فالوصف هو لرؤية العين، وثقافة الرائى.. وليس للحقيقة العلمية الخاصة بالشمس فى علاقتها بالأرض ودورانها، وحقيقة المعنى العلمى للشروق والغروب. فلا تناقض بين النص القرآنى وبين الثابت من حقائق العلوم.. اهـ (شبهات المشككين) _________ (١) الكهف: ٨٦. (٢) الكهف: ٩٠. (٣) القرطبى [الجامع لأحكام القرآن] ج١١ ص ٤٩، ٥٠ - مصدر سابق -.
1 / 23
1 / 24