اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب
الناشر
دار المسلم للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
يساره وقال سبل، على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (١).
٤٩ - أن الصراط تارة يضاف إلى سالكيه، كما في قوله - تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ وتارة يضاف إلى الله - تعالى - الذي نصبه وشرعه ووضعه لعباده كما في قوله- تعالى: ﴿صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ (٢) وقوله تعالى ﴿وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا﴾ (٣) وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾ (٤).
٥٠ - وجوب الاعتراف بالنعمة لموليها ومسديها لقوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ فالنعم الحق بجميع النعم هو الله -جل وعلا - كما قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ (٥)، وقال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ (٦).
٥١ - في إثبات حمده بصفات الكمال وإثبات ربوبيته وملكه، وكونه مستعانًا به مسئولًا أن يهدي عباده الصراط المستقيم، وكونه
(١) رواه أحمد ٤٣٥:١ - ٤٦٥ وأبن حيان ٦،٧ والحاكم ٢:٢٣٩ - ٣١٨. وصححه ووافقه الذهبي وفيه عاصم بن بهدلة متكلم وللحديث شاهد جابر عند أحمد وابن ماجه في المقدمة- الحديث (١١) وصححه الألباني.
(٢) سورة الشورى الآية ٥٣
(٣) سورة الأنعام الآية ١٢٦
(٤) سورة الأنعام الآية ١٥٣ انظر مدارج السالكين ١:٣٣ التفسير القيم ص١٠
(٥) سورة النحل الآية ٥٣
(٦) سورة إبراهيم الآية ٣٤ وسورة النحل الآية ١٨
1 / 333