33

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

الناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

ولهذا جمع في قوله- تعالى- ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾ (١). وقيل أل فيه للعهد (٢). والصحيح الأول. وهو يكون من الإنس والجن، كما قال الله - تعالى -: ﴿وكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ (٣). وقال -تعالى- ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ (٤).، أي: شياطين إنس يعوذون بشياطين جن. وقال - تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ (٥) أي شياطين جن وإنس يوسوسون في صدور الناس. وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ﴾ (٦) أي شياطين إنس بإنس. قال جرير (٧): أيام يدعونني الشيطان من غزلٍ ... وهن يهوينني إذ كنت شيطانًا ويكون من الحيوانات كما جاء في حديث عبد الله بن الصامت أبي

(١) سورة المؤمنون، آية: (٩٧). (٢) (» انظر «التفسير الكبير» (١): (٩٥)، التسهيل لعلوم التنزيل» ١: (٣٠). (٣) سورة الأنعام، الآية: (١١٢). (٤) سورة الجن، الآية: ٦. (٥) سورة الناس، الآية: ١ - ٦. (٦) سورة البقرة، الآية: (١٤). (٧) ديوانه ص١٦٥ «لسان العرب» مادة «شطن».

1 / 35