204

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

الناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

يشرف بها القارئ ويرتفع بها من منزلة إلى منزلة (١)؛، كما قال النابغة الذبياني (٢).
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملْك دونها يتذبذب
أي: أعطاك منزلة رفيعة قصرت عنها منازل الملوك.
وأما كونها بمعنى الإحاطة فلأنها محيطة بما احتوت عليه من الآيات، ومن قرأها بكاملها أشرف واطلع على ما فيها من الآيات. كسور البلد يكون عاليًا مرتفعًا ويحيط بما في داخله من العمران من المنازل والدور والبيوت وغيرها (٣)، ومن صعد عليه شاهد ما بداخله من ذلك العمران.
وأما كونها بمعنى التمام فلأنها تامة منفصلة عن السورة الأخرى، تامة بموضوعاتها وآياتها، كما تسمي العرب الناقة التامة الكريمة سورة (٤).
وأما اللغة الثانية: «سؤرة» بالهمز فإنها لغة تميم وتجمع على «سُؤَر» بهمز.
والسؤرة في الأصل معناها القطعة من الشيء، والبقية منه، ومنه

(١) انظر: «مجاز القرآن» ١: ٢٠، «تفسير الطبري» ١: ١٠٤ - ١٠٥، «مشكل إعراب القرآن» ١: ٦٨، «المحرر الوجيز» ١: ٤٦، «لسان العرب» مادة «سور».
(٢) انظر «ديوانه» ٥٦، «تفسير الطبري» ١: ١٠٥، «لسان العرب» مادة «سور».
(٣) انظر: «تفسير ابن كثير» ١: ١٨.
(٤) انظر: «لسان العرب» مادة «سور».

1 / 207