اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب
الناشر
دار المسلم للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
على ضلال كمن يحتكم إلى القوانين الوضعية التي وضعها البشر، وصدق الله العظيم ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (١).
٣٩ - مشروعية دعاء المسلم لإخوانه المسلمين حين يدعو لنفسه يؤخذ هذا التعبير بضمير الجمع في قوله: ﴿اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم﴾ (٢). وفي هذا وفي قوله قبله ﴿نَعْبُدُ﴾ و﴿نَسْتَعِينُ﴾ إشارة إلى فضل الجماعة (٣) كما أن في الآيتان بضمير الجمع فيهما تعظيمًا لله تعالى وثناء عليه بسعة مجده وكثرة سائليه (٤).
٤٠ - ربط الأعمال ونجاحها بأسبابها، وربط الأسباب بمسبباتها يؤخذ هذا من قوله: ﴿اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم﴾. فبهداية الله للعبد وتوفيقه له يسلك الطريق المستقيم فيعرف الحق ويعمل به.
٤١ - أن صراط الله والطريق الموصل إليه عدل مستقيم لا اعوجاج فيه وهو الإيمان بالله -تعالى- ومعرفة الحق والعمل به والعلم النافع والعمل الصالح، وهو المؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة، بخلاف طرق الباطل فهي ملتوية معوجة وتؤول بصاحبها إلى الشقاء والهلاك في الدنيا والآخرة.
٤٢ - يؤخذ من قوله ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)﴾ بعد قوله في أول السورة، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
(١) سورة المائدة، الآية ٥٠
(٢) انظر التفسير أبن كثير ٥٣:١
(٣) انظر «تأملات في سورة الفاتحة» ص ٩١ - ٩٩
(٤) انظر «بدائع الفوائد» ٣٩؛٢
1 / 327