241

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

الناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ (١).
وإنما أضاف «الملك» ليوم الدين، وخصه به، دون ملك أيام الدنيا، مع أنه تعالى مالك الدنيا والآخرة، ومليكهما كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى﴾ (٢)، وقال تعالى: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ (٣)، وقال تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ﴾ (٤)، لعظمة ذلك اليوم (٥)، وتفرده - تعالى - بنفوذ الأمر فيه حيث يظهر للخلائق تمام الظهور تفرده بالملك حقيقة، وتمام ملكه وعدله تعالى - وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق الدنيوية (٦).
تلك الأملاك التي خولها الله تعالى - من شاء كما قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾ (٧) وقال

(١) سورة النبأ، الآية: ٣٨.
(٢) سورة الليل، الآية: ١٣.
(٣) سورة طه، الآية: ١١٤، وسورة المؤمنون، الآية: ١١٦.
(٤) سورة الإسراء، الآية: ١١١، وسورة الفرقان، الآية: ٢.
(٥) أخرج مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها - الحديث ٢٨٥٨ - عن المستورد قال قال رسول الله ﷺ: «والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في أليم فلينظر بم يرجع» وأخرج الترمذي في الزهد - الحديث ٢٣٢٠ عن سهل بن سعد قال: قال رسول ﷺ «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء».
(٦) انظر «معالم التنزيل» ١: ٤٠، «زاد المسير» ١: ١٣، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٤٣، «مجموع الفتاوى» ٦: ٢٦٦، «البحر المحيط» ١: ٢٢، «تفسير ابن كثير» ١: ٥١، «أنوار التنزيل» ١: ٨، «تفسير الكريم الرحمن» ١: ٣٥.
(٧) سورة آل عمران، الآية: ٢٦.

1 / 244