البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
158

البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع

الناشر

المكتبة الأزهرية للتراث القاهرة

رقم الإصدار

سنة ٢٠٠٦ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

للموسرين، بدليل قوله: "خشية إملاق" لأن الخشية إنما تكون مما لم يقع، فكان رزق أولادهم هو المطلوب والمهم عندهم. جـ- أن يكون في تأخير المعمول إخلال بالمعنى المراد، بأن يكون موهمًا لمعنى آخر غير مراد، ولهذا يقدم دفعًا لهذا الإبهام، كما في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾ [غافر: ٢٨]. فقد قدم هنا قوله: "من آل فرعون" على قوله: "يكتم إيمانه" لأنه لو قال: قال رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل فرعون، لتوهم أن قوله: "من آل فرعون" من صلة "يكتم" أي: متعلق به، وفي هذا إخلال بالمعنى المقصود، إذ لا يفهم منه - حينئذ- أن ذلك الرجل كان من آل فرعون، والغرض هو: بيان أنه منهم لإفادة ذلك مزيد عناية به ورعاية له. و- أن يكون في تأخير المعمول إخلال بالتناسب، فيقدم المعمول حينئذ لرعاية الفاصلة، كما في قول الله تعالى: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ [طه: ٦٧] قدم الجار والمجرور، والمفعول به على الفاعل لأن في ذلك رعاية للتناسب بين الفواصل المختومة بالألف، لتكون على نسق واحد. ****

1 / 158