البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
155

البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع

الناشر

المكتبة الأزهرية للتراث القاهرة

رقم الإصدار

سنة ٢٠٠٦ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

وثمة أغراض أخرى تقتضي حذف المفعول، كإخفائه عن السامعين خوفًا عليه، أو التمكن من إنكاره إن مت الحاجة إلى ذلك، أو إبهام صوته عن اللسان أو صون اللسان عنه، وهكذا. تقديم المفعول على الفعل الأصل في الفعل أن يتقدم على معمولة - سواء كان هذا المعمول مفعولًا، أو جارًا ومجرورًا، أو ظرفًا، أو حالًا، وهكذا - وقد يقدم معمول الفعل عليه لأغراض يقصدها البليغ، ومن هذه الأغراض: ١ - إفادة التخصيص: ومعنى التخصيص هنا: هو قصر الفعل على معمولة، بحيث لا يتعداه إلى غيره. كما في قوله الله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥]، أي: لا نعبد غيرك، ولا نستعين إلا بك. وكما تقول: (عليًا أكرمت) لإفادة الإكرام على "علي". وكما تقول: (في المسجد صليت) و(تحت الشجرة جلست) و(مبحرًا حججت) وهكذا. أي أنك صليت في المسجد لا في غيره، وجلست تحت الشجرة لا تحت غيرها، وحججت متخذًا طريق البحر، لا طريق الجو أو طريق البر. ب- الاهتمام بأمر المقدم، كما تقول: (الحق عرفت) و(العلم لزمت) (والحياة سئمت). جـ- التعجيل بذكر ما يتبرك به أو يتلذذ، أو بذكر ما يسر به أو يساء فمثال الأول: قولك: (محمدًا ﷺ زرت). ومثال الثاني: قولك: (ليلى رأيت) و(هندا قابلت). ومثال الثالث: قولك: (نجاحًا لقيت). ومثال الرابع: (بشر منيت). وإنما عبروا بالتعجيل - في إفادة هذه المعاني- لأنها تأتي مع التأخير - أيضًا -.

1 / 155