البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع
الناشر
المكتبة الأزهرية للتراث القاهرة
رقم الإصدار
سنة ٢٠٠٦ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
فأركان التشبيه هي: (المشبه) و(المشبه به)، ويسميان: طرفي التشبيه، و(وجه الشبه)، وهو المعنى المشترك بينهما، و(أداة التشبيه).
أدوات التشبيه:
أداة التشبيه: هي كل لفظ يدل على معنى التشبيه، وهي إما أن تكون حرفًا وإما أن تكون فعلًا، وإما أن تكون اسمًا.
فالحرف: كالكاف، وكأن، غير أن الكاف يليها المشبه به مثل: حكمه كالسيف مضاء. وقلبه كالحجر قسوة، أما "كأن" فيليها المشبه، مثل: كأن الطائرة نسر عظيم، وكأن البحر مرآة صافية، وكأن كلامه الشهد حلاوة.
والفعل: كماثل يماثل، وشابه يشابه، وحاكى يحاكى، تقول: ليلى ماثلت البدر إشراقًا، ورائحتها تماثل العطر نفحًا، ومحمد حاكى السحاب فيضًا، وعلى يحاكي النجم علوًا، وخالد شابه الأسد إقدامًا، وهو يشابه الجبل رسوخًا.
والاسم: نحو: "مثل" و"شبه" اسمين، كقولك: ليلى مثل الغزال، ومحمد شبه الغمام، وكذلك الوصف المشتق المفيد لمعنى التشبيه، كمماثل، ومشابه، ومحاك، تقول: ليلى مماثلة البدر في بهائه، وهند مشابهة الغصن في ليونته، ومحاكية الحرير في نعومته.
من أغراض التشبيه
أغراض التشبيه: هي البواعث التي تحمل المتكلم على أن يعقد شبهًا بين شيئين وهي كثيرة، منها ما يعود على المشبه، ومنها ما يعود على المشبه به، وسنكتفي هنا بغرضين من الأغراض التي تعود على المشبه، تاركين ما يعود على المشبه به.
أما الغرضان فهما:
(١) بيان حال المشبه: والمقصود به هو بيان وصفه الذي هو عليه، إذا كان غير معروف الصفة التي يراد إثباتها له، فالمخاطب يجهل حال ذلك المشبه، ولهذا فإنه يلحقه بمشبه به معروف عنده لبيان تلك الحال، وذلك كأن تقول لمن يعرف شجر؟؟؟؟؟ لا يعرف شجر النارنج: (شجر النارنج كشجر البرتقال)، وكأن تقول لمن
1 / 18