مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
اللَّه أكبر! ما أعظم هذا الخلق! وما أكبر أثره في النفس! أعرابي يريد قتل النبي ﷺ ثم يعصمه اللَّه منه، ويمكِّنه من القدرة على قتله، ثم يعفو عنه! إن هذا لخلق عظيم وصدق اللَّه العظيم إذ يقول للنبي ﷺ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (١)، وهذا الخلق الحكيم قد أثر في حياة الرجل، وأسلم بعد ذلك، فاهتدى به خلق كثير (٢).
٣ - موقفه ﷺ مع اليهودي زيد بن سعنة، أحد أحبار اليهود:
كان النبي ﷺ يعفو عند القدرة، ويحلم عند الغضب، ويحسن إلى المسيء، وقد كانت هذه الأخلاق العالية من أعظم الأسباب في إجابة دعوته والإيمان به، واجتماع القلوب عليه، ومن ذلك ما فعله مع زيد بن سعنة، أحد أحبار اليهود وعلمائهم الكبار (٣).
جاء زيد بن سعنة إلى رسول اللَّه ﷺ يطلبه دينًا له، فأخذ بمجامع قميصه وردائه وجذبه، وأغلظ له القول، ونظر إلى النبي
ﷺ بوجه غليظ وقال: يا محمد، ألا تقضيني حقي، إنكم يا بني
_________
(١) سورة القلم، الآية: ٤.
(٢) انظر: فتح الباري، ٧/ ٤٢٨، وشرح النووي على مسلم، ١٥/ ٤٤، وذكر ابن حجر والنووي في هذا الموضع أن اسم الأعرابي: غورث بن الحارث. بل ذكره البخاري في صحيحه، برقم ٤١٣٦.
(٣) انظر: هذا الحبيب يا محبّ، ص٥٢٨، وهداية المرشدين، ص٣٨٤.
1 / 66