مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فكتبوا إلى رسول اللَّه ﷺ: إنك تأمر بصلة الرحم، وإنك قد قطعت أرحامنا، وقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع، فكتب رسول اللَّه ﷺ إلى ثمامة أن يخلي بينهم وبين الحمل (١).
وذكر ابن حجر أن ابن منده روى بإسناده عن ابن عباس قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة، ومنعه عن قريش الميرة، ونزول قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ (٢).
وقد ثبت ثمامة على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، وارتحل هو ومن أطاعه من قومه فلحقوا بالعلاء بن الحضرمي فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين (٣).
اللَّه أكبر، ما أحكم النبي محمدًا ﷺ. وما أعظمه من موقف، فقد كان ﷺ يتألف القلوب، ويلاطف من يرجى إسلامه من الأشراف الذين يتبعهم على إسلامهم خلق كثير.
وهكذا ينبغي للدعاة إلى اللَّه ﷿ أن يعظموا أمر العفو عن المسيء،
لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حبًّا في ساعة واحدة؛ لما أسداه النبي
_________
(١) سيرة ابن هشام ٤/ ٣١٧ بتصرف يسير، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٨/ ٨٨.
(٢) سورة المؤمنون، الآية: ٧٦.
وقال ابن حجر عن هذا الأثر: <إسناده حسن>. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، ١/ ٢٠٣.
(٣) انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، ١/ ٢٠٣.
وهناك أبيات شعرية له ﵁ تدل على تأثره بعفوه ﷺ.
1 / 64