مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
5

مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

ومن هنا بدأ رسول اللَّه ﷺ يسلك طريق الحكمة في حل الحالة الراهنة في قريش، فوقف المواقف العظيمة التي يعجز عنها عظماء الرجال بل البشر جميعًا. بدأ ﷺ يعرض دعوته على ألصق الناس به، وأهل بيته، وأصدقائه، ومن توسم فيهم خيرًا ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الخير والحق، ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جمع عُرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، فكان أول من أسلم زوج النبي ﷺ خديجة بنت خويلد ﵂ ثم علي بن أبي طالب ﵁ ثم مولاه زيد بن حارثة الكلبي ﵁ ثم أبو بكر الصديق ﵁. ونشط أبو بكر في دعوة رجال كان لهم أثر عظيم في الإسلام، أمثال: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد اللَّه، فهؤلاء النفر الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ﵁ بالإضافة إلى علي، وزيد، وأبي بكر، يصبحون ثمانية، هم الذين سبقوا الناس، وهم الرعيل الأول وطليعة الإسلام. ودخل الناس في دين اللَّه واحدًا بعد واحد، حتى فشا الإسلام في مكة، وتُحدِّث به، وقد كان النبي ﷺ يجتمع بهم ويعلمهم ويرشدهم مختفيًا؛ لأن الدعوة لا تزال فردية وسرية، وكان الوحي قد تتابع، وحمي نزوله بعد نزول أوائل المدثر، ولم يكن ﷺ يظهر

1 / 6