مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وقال ﷺ: «سُباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفر» (١).
وسواء وصلت هذه النصوص للأنصار من النبي ﷺ مباشرة، أو سمعوا بها من بعض المهاجرين الذين سمعوا من النبي ﷺ قبل الهجرة، فكل ذلك تربية منه ﷺ لأصحابه جميعًا، ولمن بلغته هذه النصوص إلى يوم الدين.
وغير ذلك من النصوص التي ربّى بها محمد ﷺ أصحابه فقد كان يحثهم على الإنفاق، ويذكر من فضائله ما يشوق النفوس والقلوب، وكان يحث على الاستعفاف عن المسألة، ويذكر لهم فضل الصبر والقناعة، وكان يرغبهم في العبادات بما فيها من الفضائل والأجر والثواب، وكان يربطهم بالوحي النازل من السماء ربطًا موثقًا يقرؤه عليهم ويقرؤونه؛ لتكون هذه الدراسة إشعارًا بما عليهم من حقوق الدعوة، فضلًا عن ضرورة الفهم والتدبر.
وهكذا رفع ﷺ معنوياتهم، ودربهم على أعلى القيم والمثل حتى صاروا صورة لأعلى قمة من الكمال الإنساني.
بمثل هذا استطاع النبي ﷺ أن يبني مجتمعًا مسلمًا أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ، وأن يضع لمشكلات هذا المجتمع
_________
(١) البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ١/ ١١٠، (رقم ٤٨)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي ﷺ: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، (رقم ٦٤).
1 / 47