مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
بأشد ما صنع المشركون برسول اللَّه ﷺ؟ قال: بينما رسول اللَّه ﷺ يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول اللَّه ﷺ ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه، ودفعه عن رسول اللَّه ﷺ وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ﴾ (١).
وقد اشتد أذى المشركين لرسول اللَّه ﷺ ولأصحابه، حتى جاء بعض الصحابة إلى رسول اللَّه ﷺ يستنصره، ويسأل منه الدعاء والعون، ولكن النبي الحكيم واثق بنصر اللَّه وتأييده، فإن العاقبة للمتقين.
عن خباب بن الأرت ﵁ قال: شكونا إلى رسول اللَّه ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، [ولقد لقينا من المشركين شدة]، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد [ما دون عظامه
_________
(١) سورة غافر، الآية: ٢٨.
والحديث في البخاري مع الفتح، في كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي ﷺ وأصحابه من المشركين بمكة ٧/ ١٦٥ (رقم ٣٨٥٦)، وكتاب التفسير، سورة المؤمن ٨/ ٥٥٣ (رقم ٤٨١٥)، وكتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ﷺ: <لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا>، ٧/ ٢٢ (رقم ٣٦٧٨). واللفظ ملفقّ من كتاب المناقب، وكتاب التفسير.
1 / 21