الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
إلى النصيحة والإرشاد في اختيار الأصحاب والجلساء.
ويضرب الرسول ﵊ للشباب مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كما في حديث أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ قال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحامِلِ الْمِسْكِ ونافِخِ الكِيرِ، فحامِل المِسْكِ إمَّا أنْ يُحذيكَ وإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبةً، ونافِخِ الكِيرِ إمَّا أنْ يُحْرِقُ ثِيابَكَ وإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبيثةً» (١).
ولعظم تأثير الجليس على جليسه يقول ﷾: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا﴾ (٢).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «المرءُ عَلى دِينِ خَلِيْلِهِ، فَلْيَنظُر أحَدَكُمْ مَنْ يُخَالل» (٣).
والشاب خاصة أشد تأثرًا بقرينه، ومن هنا تأتي أهمية اختيار
(١) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الذبائح والصيد، باب المسك (٣/ ٤٦٣) رقم (٥٥٣٤). ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين، ومجانبة قرناء السوء (٤/ ٢٠٢٦)، واللفظ للبخاري.
(٢) سورة الفرقان، الآيات: ٢٧ – ٢٩.
(٣) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس (رقم ٤٨٣٣)، والترمذي، كتاب الزهد (رقم ٢٣٧٨)، وقال: هذا حديث حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٥٥٤ رقم ٢٣٧٨).
1 / 229