المنهج الحركي للسيرة النبوية
الناشر
مكتبة المنار-الأردن
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م
مكان النشر
الزرقاء
تصانيف
للحجيج من سقاية ورفادة. بل كانت تقوم المذابح والحروب للمحافظة على هذه المكارم، ومع هذا فلا يجدون حرجا من تهديد معتمر من المدينة بالاعتقال أو القتل.
وكان موقف سعد ﵁ من القوة والنباهة، ما أشار به إلى طاغوت مكة من أن شريان حياتهم بين المسلمين، وتجارتهم عن طريق المدينة إلى الشام، فلن يسكت المسلمون عليهم أو يدعوهم يمروا، لقد كان موقف القوة الأول من سعد زعيم الأوس وهو لين ظهراني قريش وأمام طاغوتها إيذانا بتوتر كبير، وإعلانا بمرحلة جديدة. وردا على تهديدات مكة للأنصار أن يتراجعوا عن إيوائهم لمحمد ﷺ.
لقد كان هذا أول احتكاك مباشر بين الفريقين في هذه المرحلة، وكان صورة من صور العزم والمواجهة على استمرار أهل المدينة على موقفهم في نصرة محمد رسول الله ﷺ. وهذه الفكرة بالذات دعوة لشباب الإسلام أن يقولوا كلمة الحق بقوة حين لا يكون أمامهم مندوحة عن ذكرها، ويكون ذكرها حربا نفسية توهن قلوب الأعداء.
السمة التاسعة
الخطر على القيادة
روى مسلم في صحيحه عن عائشة ﵂ قالت: (سهر رسول الله ﷺ مقدمة المدينة ليلة فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله ﷺ: ما جاء بك؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله ﷺ. فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله ﷺ ثم نام (١».
(١) مسلم باب فضل سعد ٢/ ٢٨٠.
2 / 229