السيرة النبوية من خلال أهم كتب التفسير
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
المبحث الأول: الآيات القرآنية المتعلقة بالسيرة النبوية
مدخل:
القرآن الكريم مصدر مهمّ من مصادر السيرة النبوية، وتظهر أهميته بما يتميز به عن بقية المصادر، وهو:
١. أنه حقٌّ كله: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصِّلت: ٤١، ٤٢]، فلا مجال للشكّ في معلوماته، أو احتمال المبالغة في أحداثه، وبالتالي فإن جميع المصادر الأخرى يجب أن تحكَّم على ضوئه.
٢. أنه لا يخاطب جنسًا معينًا، أو قبيلة أو جيلًا واحدًا، بل هو للناس كافة ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ [ص:٨٧، ٨٨] لذا نجده يربط سيرة رسول الله ﷺ بسير الأنبياء السابقين ﵈، ويوضِّح الرسالة الواحدة الخالدة المشتركة بينهم.
٣. أنه لا يهتمّ بالعرض التاريخي لغرض التوثيق أو التسلية فحسب، وإنما يورد القصص لغرضين أساسيين:
الأول: تثبيت رسول الله ﷺ، وتسليته بما حدث لإخوانه من قبل: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ [هود:١٢٠] .
الثاني: اتعاظ المؤمنين بما فيها، وأخذ العبرة منها، لتزيد ارتباطهم بالله سبحانه، وتُعدّهم للإيمان الحقّ، وتنبههم لما قد يحدث لهم بما فيه شَبَهٌ بمن قبلهم، والأيام دوَل، والتاريخ يعيد نفسه ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ
1 / 9