السيرة النبوية من خلال أهم كتب التفسير
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
وسيرته ﷺ هي مظهر هذه التطبيقات العملية، فهي جزء من السنة النبوية التي يجب الرجوع إليها في تفسير القرآن، وبذا يُفهم قول أم المؤمنين عائشة ﵂ حين سئلت عن خُلق النبي ﷺ، فقالت "كان خُلُقُه القرآن" (١) .
فتطبيقات الرسول ﷺ العملية للقرآن تفسيرٌ له، كما أن في أقواله ﷺ ما هو تفسيرٌ له، قال شيخ الإسلام ابن تيمية " يجب أن يُعلم أن النبي ﷺ بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:٤٤] يتناول هذا وهذا " (٢) .
وقال ابن القيم " البيان من النبي ﷺ أقسام: أحدها: بيان نفس الوحي بظهوره على لسانه بعد أن كان خفيًا. الثاني: بيان معناه وتفسيره لمن احتاج إلى ذلك.. الثالث: بيانه بالفعل كما بيَّن أوقات الصلاة للسائل بفعله. الرابع: بيان ما سئل عنه من الأحكام التي ليست في القرآن، فنزل القرآن ببيانها.. إلخ " (٣) .
ولتوضيح هذا أقول: إن بيانه ﷺ للقرآن على وجوه (٤):
الأول: ما أوضح به معنى جملة أو مفردة من مفردات القرآن، وهذا يكون بالقول وبالفعل، فالقول: كتفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين
_________
(١) رواه مسلم في صحيحه بمعناه (كتاب صلاة المسافرين وقصرها/باب جامع صلاة الليل) .
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/٣٣١) .
(٣) إعلام الموقعين (٢/٢٩٥، ٢٩٦) .
(٤) انظر: الرسالة للإمام الشافعي (٩١) وأصول التفسير وقواعده لخالد العك (١٢٨) والتفسير والمفسرون للذهبي (١/٥٥ – ٥٧) .
1 / 5