السيرة النبوية عند الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
رجالات قريش، وهبط إليه من كل بطن رجل، فشنوا، ومسوا، واستلموا، ثم ارتقوا أبا قبيس، واصطفوا حوله، ما يبلغ سعيهم مهله، حتى إذا استووا بذروة الجبل، قام عبد المطلب ومعه رسول الله ﷺ، غلامٌ أيفعٌ، أو كَرُبَ، فرفعَ يده، وقال: اللهم سادَّ الخُلَّة، وكاشف الكربة، أنت مُعْلِم غير مُعْلَم، ومسؤول غير مبخَّل، وهذه عبداؤك وإماؤك بِعَذِرَاتِ حَرَمِكَ يشتكون إليك، سَنَتُهم أذهبتْ الخفَّ والظلفَ، اللهم فأمطرن علينا غيثًا مغدقًا مريعًا. فورب الكعبة ما راموا حتى تفجرت السماء بمائها، واكتظ الوادي بثجيجه، فسمعتُ شيخانَ قريش وجُلَّتَها، عبدَ الله بن جدعان، وحربَ بن أمية، وهشامَ بن المغيرة، يقولون لعبد المطلب: هنيئًا لك أبا البطحاء (١)، وفي ذلك تقول رقيقة بنتُ أبي صيفي:
بشيبةَ الحمد أسقى الله بلدتَنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوَّذ المطرُ
فجاد بالماء جَوْنيٌّ له سَبَلٌ ... سَحَا فعاشت به الأنعام والشجر
مَنًّا منَ الله بالميمونِ طائرُه ... وخيرِ من بُشِّرت يومًا به مضر
مباركُ الأمر يُستسقى الغمامُ به ... ما في الأنام له عِدل ولا خَطر
رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم (٢) .
١٢- وعن سعيد بن أبي راشد قال: رأيت التنوخيَّ رسولَ هرقل
_________
(١) أي عاش بك أهل البطحاء.
(٢) مجمع الزوائد ٨/٢١٩، والمعجم الكبير ٢٤/٢٥٩- ٢٦٠، وإسناده: (حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري، ثنا زكريا بن يحيى أبو السكن الطائي، ثنا عم أبي زجر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، قال: حدثني عروة بن مضرس، قال: حدث مخرمة بن نوفل، عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم..) .
1 / 47