السيرة النبوية عند الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
معالم من منهج الهيثمي في نقد الرجال والأحاديث
طُبع أكثرُ كتب الهيثمي، وتناول محققو هذه الكتب منهج الهيثمي النقدي فيها، وسأثبت هنا موجزًا لبعض ما ذُكر عن منهجه، ولاسيما أن من تحدثوا عنه هم من المتخصصين في علم الحديث النبوي الشريف؛ فمن أبرز المسائل التي أثيرت في هذا الصدد:
- أنه تكونت لديه المقدرة على النقد، والتمييز بين الرجال، من كثرة الممارسة، لكن لم تكن دائرة معرفته بعلم الرجال واسعة جدًا (١) .
- من مزاياه التدقيق فيما ينقله من مصادره (٢) .
- محاولته الانعتاق من إسار القيود التي وضعها على نفسه في عدم إصدار أحكام ذاتية (٣) .
- له عبارات لطيفة في نقد الرجال، ومقدرة على معرفة العلل الظاهرة والخفية، ولم يبلغ ذلك الشأو الذي بلغه غيره (٤) .
- من منهج الهيثمي عدم الحكم الصريح على الحديث النبوي تصحيحًا أو تضعيفًا، كأن يقول: "هذا إسناد صحيح "، أو " هذا إسناد ضعيف " إلا في حالات قليلة جدًا، ومدار حكمه على رجال الأسانيد، وأيضًا في الغالب، اعتمادًا على كلام من سبقه من رجال الجرح والتعديل والنقاد الذين مارسوا هذا الفن وسبروا أغواره، فيقول مثلًا: " رجاله ثقات"، "رجاله رجال الصحيح"، "فيه فلان ضعيف، وبقية رجاله ثقات"، "رجاله رجال الشيخين"،
_________
(١) الدعيس، المقصد العلي ص ٣١.
(٢) الدرويش، بغية الرائد ١/٤٨.
(٣) المصدر السابق ١/٤٨.
(٤) الدعيس، المقصد العلي ص ٣٣.
1 / 31