السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
المبحث الثاني: الاستقرار في المدينة
مدخل
...
المبحث الثاني: الاستقرار في المدينة
مكث رسول الله ﷺ في قباء حتى صلى الجمعة في بني سالم بن عوف، وبعدها واصل رحلته إلى المدينة التي نورت بهجرته ﷺ إليها.
وقد حزن بنو عوف لفراق رسول الله ﷺ لأنهم تصوروه هاجر إليهم وما تركهم إلا ضجرًا فسألوه: أتتركنا ملالا منا يا رسول الله؟ أم إلى من هم خير منا؟
فقال لهم ﷺ: "إني أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" ١.
وإنما كانت المدينة هكذا لأنها تغزو غيرها، وتنتصر، وتكون حاضرة لسائر المدن والقرى وقد تحقق ذلك بتأسيس دولة الإسلام الكبرى.
وفي هذا تأكيد لبني عوف أنه ﷺ ما تركهم ضجرًا أو سآمة.
وكان يوم وصوله ﷺ إليها يومًا سعيدًا مشرقًا، امتلأت فيه قلوب الناس بالحب، وعمهم الفرح، وأخذ رسول الله ﷺ يؤسس لنفسه، وللمسلمين ما يحقق لهم الاستقرار والأمن في هذا المجتمع الجديد، وفي هذا المبحث سنتناول الأمور التالية:
أولا: الترحيب بقدوم الرسول ﷺ.
ثانيًا: تأسيس المسجد النبوي.
ثالثًا: هجرة أهل الرسول ﷺ.
رابعًا: تأمين سكن النبي ﷺ وزوجاته.
وهي أمور تحتاج لتفصيل نورده فيما يلي:
_________
١ صحيح البخاري، كتاب الحج باب فضل المدينة ج٣ ص٢٧٤.
1 / 92