السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
قريش للقضاء عليهما.
كلم أبو بريدة رسول الله ﷺ فعلم صدقه وأمانته وأسلم لوقته، وتبعه سبعون رجلا من قومه، ثم خلع أبو بريدة عمامته، وعقدها برمح رسول الله ﷺ فاتخذها رسول الله ﷺ عمامة له، وبذلك يعد أبو بريدة والمؤمنون معه من أوائل الأنصار الذين اتبعوا الرسول ﷺ بعد الهجرة.
وبإيمان هؤلاء القوم صار للمسلمين قوة في الطريق١، وبدأ المسلمون في تكوين المجتمع القوي المتماسك.
٤- تأمين الزاد:
ومر ﷺ وصاحبه في الطريق على راع فاستسقياه اللبن، فاعتذر بأنه لا لبن في شائه، إلا شاة جف لبنها قريبًا، وهنا ظهرت معجزته ﷺ فلقد مسح ضرعها ودعا فرزقهم الله الكثير من اللبن، وكانت هذه آية كافية لتحويل قلب الراعي من الكفر إلى الإيمان، وتوسم فيه ﷺ الكثير من الخير، فأخبره بأنه رسول الله، وطلب الراعي أن يسير معه فطلب منه ﷺ أن يتمهل حتى يسمع بظهور أمره ﷺ وحينذاك يلحق بالمدينة، ويهاجر إلى رسول الله ﷺ.
عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق النبي ﷺ وأبو بكر مستخفين مرا بعبد يرعى غنمًا، فاستسقياه من اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب غير أن هاهنا عناقا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن.
فقال ﷺ: "ادع بها". فدعا بها، فاعتقلها النبي ﷺ ومسح ضرعها، ودعا حتى أنزلت.
وجاء أبو بكر ﵁ بمجن، فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب.
فقال الراعي: بالله من أنت، فوالله ما رأيت مثلك قط.
قال ﷺ: "أوتراك تكتم عليّ حتى أخبرك"؟.
_________
١ إمتاع الأسماع للمقروي ج١ ص٤٢.
1 / 81