السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
ثانيًا: شرابه ﷺ
لم يكن من عادة النبي ﷺ الشرب على الطعام، وكان يشرب العسل الممزوج بالماء، تقول عائشة ﵂: كان أحب شراب النبي ﷺ الحلو البارد١، وكان الصحابة يأتون بالماء لرسول الله ﷺ من بئر عرس مرة، ومن السقيا مرة.
وكان ﷺ يشرب اللبن ويقول: "اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه" ٢.
وكان رسول الله ﷺ يتنفس في الإناء ثلاثًا، ويقول: "إنه أبرأ، وأروى، وأمرأ" ٢.
وكان النبي ﷺ يشرب واقفًا، وقاعدًا، يقول ميسرة: رأيت عليًا يشرب قائمًا، فقلت له: أتشرب قائمًا؟
فقال: إن شربت قائمًا فقد رأيت رسول الله ﷺ يشرب قائمًا، وإن شربت قاعدًا فقد رأيت رسول الله ﷺ يشرب قاعدًا٤.
هذا وقد روى مسلم بسنده عن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ نهى عن الشرب قائمًا٥ وقد تصور البعض من هذا النهي حرمة الشرب قائمًا، وهذا تصور مردود؛ لأن النبي ﷺ شرب قائمًا، وقاعدًا، وهذا يدل على الجواز؛ لأنه فعله لبيان الجواز، وأقصى ما يفيده النهي أنه خلاف الأولى.
١ سنن الترمذي باب أي الشراب كان أحب إلى رسول الله ج٤ ص٣٠٧. ٢ سنن أبي داود ج٢ ص٣٠٤. ٣ صحيح مسلم ك الأشربة ج٤ ص٧١١ الشعب. ٤ سنن أبي داود باب في الشرب قائمًا ج٢ ص٣٠٢ ط الحلبي. ٥ صحيح البخاري كتاب الأشربة باب الشرب قائمًا ج٩ ص٩٦.
ثالثًا: نومه ﷺ
كان ﷺ ينام، إذا دعته الحاجة إلى النوم، ينام على شقه الأيمن، ذاكرًا الله حتى تغلبه عيناه، وكان يضطجع على الوسادة، ويضع يده تحت خده أحيانًا.
وكان ﷺ ينام بعينه ولا ينام قلبه١.
١ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج٨ ص٧٨.
1 / 184