السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
تقول أم سلمة: لما تزوجني رسول الله ﷺ أقام عندي ثلاثًا، وقال: "إنه ليس بك هوان على أهلك، إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي" ١.
ثالثًا: كان ﷺ يقدر لزوجاته حقوقهن الأساسية، ويصونها لهن، لم يتزوج واحدة إلا برضاها، وكان يشاورهن، ويناقشهن ويصبر عليهن.
وقد رأينا موقفه ﷺ من النسوة اللاتي رفضن الزواج منه.
وكان ﷺ يستشير زوجاته في المواقف الصعبة وينزل على رأيهن.
في يوم الحديبية أمر المسلمين بأن يحلقوا، وينحروا، بعد الصلح ليتحللوا فبقوا واجمين، فدخل على زوجه أم سلمة، وهو متأثر يقول: "هلك المسلمون أمرتهم بالحلق فلم يحلقوا، وأمرتهم بالذبح فلم يذبحوا! ".
فقالت: يا رسول الله اخرج ولا تكلم أحدًا منهم، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج ﷺ فلم يكلم أحدًا منهم، حتى فعل ذلك.
فلما رأى المسلمون ما صنع النبي ﷺ انزاح عنهم الذهول، فقاموا عجلين، ينحرون هديهم، ويحلق بعضهم بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل الآخر٢.
وهكذا كان رسول الله ﷺ يشاور زوجاته، ويأخذ برأيهن في الأمور العامة والخاصة، وكن ﵅ نعم الشريكات لزوجهن رسول الله ﷺ وبذلك نعمن بالحياة مع رسول الله ﷺ رغم ما كان في حياتهن من تقشف.
رابعًا: كان النبي ﷺ يحرص أن يكون جميلا، أنيقًا، نظيفًا، في صورته الجسدية، وفي سلوكه العملي، وفي سائر معاملاته معهن.
كان ﷺ ضاحكًا بسامًا٣.
١ من السنة أن من تزوج البكر يبقى عندها سبعًا، وإذا تزوج الثيب يبقى عندها ثلاثًا. ٢ إمتاع الأسماع ج١ ص٢٩٤. ٣ رواه ابن عساكر. انظر منتقى النقول ص٢٩٨.
1 / 157