السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
المبحث الخامس: رد ما يقال عن تعدد زوجاته ﷺ
يمكن تقسيم حياة النبي الأسرية إلى فترات أربع عاشها النبي ﷺ بدءًا بزواجه من خديجة ﵂ أولى زوجاته، وانتهاء بميمونة ﵂ آخر زوجاته حتى وفاته ﷺ وهي:
الفترة الأولى: بدأت حين تزوج النبي ﷺ السيدة خديجة ﵂ وعمره خمس وعشرون سنة، واستمرت حتى وفاة خديجة ﵂، وعمره ﷺ خمسون سنة، وهذه الفترة هي مرحلة شباب النبي ﷺ ومدتها خمس وعشرون سنة.
الفترة الثانية: بدأت بوفاة السيدة خديجة وعمره ﷺ خمسون سنة حيث تزوج ﷺ السيدة سودة بنت زمعة، وعاش معها أربع سنوات، انتهت بعد الهجرة بعام واحد، وكان عمره ﷺ أربعًا وخمسين سنة.
الفترة الثالثة: امتدت ست سنوات، منذ أن كان عمر النبي ﷺ أربعًا وخمسين سنة، إلى أن بلغ ستين سنة، وفيها تزوج النبي ﷺ عددًا من أمهات المؤمنين توفي عن تسعة منهن، وكانت ميمونة آخر من تزوجهن ﷺ.
الفترة الرابعة: وتمتد من بلوغ النبي ﷺ سن الستين إلى أن توفي ﷺ عندما بلغ ثلاثًا وستين سنة، وفي هذه الفترة لم يتزوج النبي ﷺ أحدًا حيث حرم الله تعالى عليه الزواج فيها، وأمره أن لا يستبدل بإحدى زوجاته غيرها.
وحين ندقق النظر في تعدد زوجات النبي ﷺ، وبخاصة في المراحل العمرية المذكورة لرسول الله ﷺ نلحظ الآتي:
أولا: أن النبي ﷺ تزوج خديجة ﵂، وكانت تكبره بخمس عشرة سنة وعاش معها حتى لقيت ربها وعمرها خمسة وستون عامًا وكان عمر النبي ﷺ وقتها خمسين عامًا.
ثانيًا: استمر رسول الله ﷺ مع زوجة واحدة حتى بلغ سنه أربعًا وخمسين سنة؛ لأنه تزوج سودة بنت زمعة الأرملة المسنة بعد وفاة خديجة، ولم يدخل بسواها إلا
1 / 138