السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
فقال ﷺ: "اذهب فخذ جارية فذهب وأخذ صفية بنت حيي".
فجاء رجل وقال: يا رسول الله إنها سيدة قريظة والنضير، وإنها لا تصلح إلا لك نظرًا لما قد كانت فيه.
قال ﷺ: "ادعو دحية إليّ بها".
فجاء دحية بها، فلما جاءت نظر إليها ﷺ وقال لدحية الكلبي: "خذ جارية من السبي غيرها"، ثم أعتقها وتزوجها.
يقول الحجاج: إن رسول الله ﷺ خيرها بين أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته١.
ويقول ابن شهاب: كانت مما أفاء الله عليه ﷺ، فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها٢.
وعن ابن عمر قال: كان بعيني صفية خضرة، فقال لها النبي ﷺ: "ما هذه الخضرة بعينيك"؟
قالت: قلت لزوجي إني رأيت فيما يرى النائم كأن قمرًا وقع في حجري، فلطمني وقال: أتريدين ملك يثرب؟ أتريدين ملك يثرب؟
قالت: وما كان أبغض إليّ من رسول الله ﷺ قتل أبي، وزوجي.
فما زال يعتذر إليّ ويقول: "يا صفية إن أباك ألب عليَّ العرب، وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي" ٣.
وعن وحشي بن حرب: أن النبي ﷺ لما أفاء الله عليه صفية، قال لأصحابه: "ما تقولون في هذه الجارية"؟
قالوا نقول: إنك أولى الناس بها وأحقهم.
قال ﷺ: "فإني أعتقها وأستنكحها، وجعلت عتقها مهرها".
فقال رجل: يا رسول الله الوليمة.
١ صحيح البخاري ك النكاح بباب من جعل عتق الجارية صداقها ج٨ ص١٣٥. ٢ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٩ ص٤٠٤. ٣ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد باب مناقب صفية ج٩ ص٤٠٤.
1 / 133