السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

أحمد أحمد غلوش ت. غير معلوم
117

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

الناشر

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٤م

تصانيف

فلما توفي زوج السيدة حفصة بنت عمر ﵂ رأى رسول الله ﷺ أن يساوي بين عمر وبين أبي بكر في تشريفهما بمصاهرته، ولم يكن في الإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا، فتزوج حفصة في السنة الثالثة. فما أجل سياسته ﷺ!! وما عظم وفائه للأوفياء له. ويقابل ذلك إكرامه لعثمان ﵁، ولعلي بن أبي طالب ﵁، بتزويجهما ببناته "رقية وأم كلثوم وفاطمة ﵅". وهؤلاء الأربعة أعظم أصحابه في حياته، وخلفاؤه في أمته ونشر دعوته بعد وفاته ﷺ وهم أفضل الصحابة على الإطلاق١. توفيت حفصة ﵂ سنة خمس وأربعين من الهجرة في خلافة معاوية وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت بالبقيع وعمرها ثلاث وستون سنة. الزوجة الخامسة: زينب بنت خزيمة ﵂ تزوج الرسول ﷺ زينب بنت خزيمة بن الحارث ﵂، وهي المعروفة في الجاهلية بأم المساكين، وكانت قبله زوجة للصحابي "عبيدة بن الحارث" الذي استشهد يوم بدر، وكان دخوله ﷺ بها في رمضان من السنة الرابعة من الهجرة، وقد توفيت بعد زواجها من رسول الله ﷺ بثمانية أشهر ودفنت بالبقيع، ولم يمت من أزواجه ﷺ في حياته إلا هي وخديجة ﵄ وكان عمر زينب يوم وفاتها ثلاثين عامًا٢. الزوجة السادسة: أم سلمة ﵂ تزوج النبي ﷺ أم سلمة وهي هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، تزوجت أولا ابن عمها "عبد الله بن عبد الأسد المخزومي" من السابقين إلى الإسلام، وهو ابن عمة رسول الله ﷺ وأخوه من الرضاع، شهد بدرًا واستشهد يوم أحد. وكان زوجها يحبها قالت له مرة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهما من

١ منتقى النقول ص٤٥٠. ٢ الطبقات الكبرى ج٨ ص١١٦.

1 / 127