إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث
الناشر
دار الإرشاد للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٨٨هـ - ١٩٦٩م
تصانيف
من علماء اللغة، وهذا العلم نفسه ليس موجودًا بعد، إلى عصر صاحب كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهدي الذي يجب أن نعتبره اليوم المؤسس لعلم اللغات، وليس عمر بالمفسر أيضًا، انه رجل فقط، رجل عمل لا يحق له أن يتورط في الشؤون التي ليست من إختصاصه، وإلا وقع فيما حذر منه القرآن الكريم في قوله لليهود: ﴿فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ؟﴾
واننا لنرى عمر لا يقف إلا هنيهة عند الكلمة التي أوقفته، والتي لا تنقص شيئًا، ان جهلناها، من وضوح الآية لأي ضمير مؤمن، فالمشكلة بالنسبه له، في هذه اللحظة، ليست في نطاق العلم، ولكن في نطاق السلوك، ونراه فعلًا يحلها بكلمة يؤنب بها نفسه: «ما لعمر والأبّ، إن جهل ما الأب، إن هذا إلاّ لكلفة يا عمر»
وانطلق عمر إلى شؤونه، حيث تدعوه المسؤوليات الكبرى، ونراه يومًا آخر يجتهد في تحديد صداق المرأة، لأنه يراه فوق ما يناسب في نظره، ولكن ها هي امرأة تعارضه، فتقول له: ما أعطاك الله ذلك يا عمر وتذكو الآية: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا؟﴾.
فسكت عمر ثم قال: ان كل الناس أعلم منك يا عمر
1 / 39