إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث
الناشر
دار الإرشاد للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٨٨هـ - ١٩٦٩م
تصانيف
بحسن نواياهم عن الآخرين أولئك الآلات المسخرة بين أيدي اختصاصيي الصراع الفكري، السائرين على اثر أساتذتهم الغربيين، لا يختلفون معهم الا في مهارة الأسلوب والتزويق في الصيغة، ويلتقون مع أساتذتهم في الانتقاص من سوابق الفكر الاسلامي، ولكن يمتازون في احاطة مستقبله بالريبة والابهام بتلك الثرثرة التقدمية مثل صاحب كتاب «الايديولوجيات العربية في حضر
الغرب» الذي أشرنا اليه.
وهكذا يبقى الضمير الاسلامي في دوامة صراعه الباطن يسكنه أحيانًا ما يكتب المادحون ويثيره أحيانًا أخرى ما ينتجه المفندون، وقد استمر هذا الصراع منذ قرن في حلقة مغلقة، مستهلكًا أجدى الطاقات الفكرية في العالم الاسلامي من دون جدوى، من دون أي تأثير حقيقي على تطور العقلية الاسلامية، لم ينتج الا بعض الصواريخ الأدبية الخلابة في تلك المؤلفات الجميلة التي لم يبق لها أي أثر مثل كتاب «روح الاسلام» للسيد أمير علي.
بحيث لو أننا حاولنا اليوم أن نجعل تقويمًا لهذا الانتاج نراه يعبر أحسن تعبير على تبذير طاقات فكرية ثمينة لم يحسن استخدامها، واذا أردنا أن نعطي هذا التقويم كل معناه يجب أن نقارن هذا الانتاج بما أنتجه لوثر وكلفان
1 / 24