195

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

والنفي بها قد يكون مطلق الزمن، أي: لا يقع على زمن معين، وإِنما يراد منه مجرد نفي النسبه بين معموليها وسلب المعنى بغير تقيد بزمن خاص، نحو: لا حيوان حجرٌ، ولا وفاء لغادر.
وقد يراد بها نفي المعنى في زمن معين حين تقوم قرينة كلامية أو غير كلامية تدل على نوع الزمن ... كقوله تعالى: ﴿لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّه إِلاَّ مَنْ رَحِمَ﴾ ١"٢.
وبناءً على ما تقدم يتضح في شهادة أن لا إِله إلاَّ الله، أن:
الجنس المنفي عنه الحكم: هو المستفاد من اسمها (إله): ويشمل جميع الآلهة والمعبودات سوى ما استثني بأداة الاستثناء (إلا)، وهو اللَّه تعالى.
والحكم المنفي: هو المستفاد من الخبر المقدر (حق)، وهو الحكم بأنه حق.
ولا يوجد قرينة تدل على تقييد الحكم بزمن معين، فهو مطلق، والمتشهد بها ينفي الحكم عن جنس اسمها في أي وقت وأي مكان.
فدلالة النفي في لا إِله إلا اللَّه، هي:
نفي المتشهد نفيا قاطعًا وحاسمًا أن يكون لأحد ممن صرفت له عبادة، أو اتخذ إلهًا، سوى اللَّه ﷿، حق في الألوهية، أو العبادة،

١ سورة هود الآية رقم (٤٣) .
٢ النحو الوافي، المصدر السابق، هامش ص (٦٨٦، ٦٨٧) .

1 / 211