160

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

فَيَعْلَمُونَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّهِمْ وَأَمّا الّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلّ بِهِ إِلاّ الْفَاسِقِينَ﴾ ١.
والضمائر في قوله: ﴿يُضِلّ بِهِ كَثِيرًا﴾ وقوله: ﴿وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾، وقوله: ﴿وَمَا يُضِلّ بِهِ إِلاّ الْفَاسِقِينَ﴾، تعود على المثل في قوله: ﴿إِنّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مّا..﴾، قال ابن جرير ﵀: "يعني بقوله جل وعز: ﴿يُضِلّ بِهِ كَثِيرًا﴾، يضل اللَّه به كثيرًا من خلقه، والهاء في ﴿بِهِ﴾ من ذكر المثل، وهذا خبر من اللَّه جل ثناؤه مبتدأ، ومعنى الكلام: أن اللَّه يضل بالمثل الذي يضربه كثيرًا من أهل النفاق والكفر"٢.
والمراد بإِضلال اللَّه، وهدايته بالمثَل: أنه سبحانه يزيد الفاسقين من المنافقين والمشركين من أهل الكتاب وغيرهم- والذين بينت أوصافهم فيما يأتي من السياق - ضلالًا إلى ضلالهم، لتكذيبهم بما قد علموه حقًا يقينًا من المثل الذي ضربه اللَّه لما ضربه له، وأنه موافق لما ضرب له، فذلك إضلال اللَّه إياهم به. ويهدي به كثيرًا من أهل الإِيمان والتصديق،

١ سورة البقرة (٢٦) .
٢ جامع البيان، (١/٢١٨) .

1 / 173