الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع ت. غير معلوم
101

الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

فهذا تمثيل ومقايسة معين بمعين، لا يجوز تعدية المعنى المستفاد من المشبه به إلى فرد ثالث أو أكثر، لعدم دلالة السياق على ما يفيد عموم الحكم. أما لو قلنا: "فلان الذي تعلم ولم يعمل بعلمه مثل الكلب"، فهذا تمثيل معين هو "فلان" بمعين هو "الكلب"، لكن المثل تضمن وصفًا مؤثرًا في الحكم هو المعبر عنه بقولنا: "تعلم ولم يعمل"، وهو وصف يصدق على أفراد كثيرة، جعل الحكم كليًا عامًا يساوي قولنا: "كل من تعلم ولم يعمل فمثله كمثل الكلب". وعلى هذا فالأحكام الكلية العامة هي الأكثر استخدامًا في التشريع، وإفادة السنن الجارية، والاعتبار بقصص الأمم الغابرة ونحوها، وهي خاصية الأمثال الشمولية في القرآن الكريم، قال ابن تيمية ﵀: "وقد اتفق العقلاء على أن ضرب المثل مما يعين على معرفة الكليات، وأنه ليس الحال إذا ذكر مع المثال كالحال إذا ذكر مجردًا عنه، ومن تدبر جميع ما يتكلم فيه الناس من الكليات المعلومة بالعقل في الطب والحساب والصناعات والتجارات وغير ذلك وجد الأمر كذلك، والإنسان قد ينكر أمرًا حتى يرى واحدًا من جنسه فيقر بالنوع، ويستفيد بذلك حكمًا كليًا، ولهذا يقول سبحانه: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ ١

١ سورة الشعراء، الآية رقم (١٠٥)

1 / 114