الأصلان في علوم القرآن

محمد عبد المنعم القيعي ت. 1411 هجري
90

الأصلان في علوم القرآن

الناشر

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

رقم الإصدار

الرابعة مزيدة ومنقحة ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٦ م

تصانيف

هـ- قوله: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا﴾ وقوله: ﴿وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ .. وذلك لاختلاف المواقف في يوم الحساب. وقوله: ﴿لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ﴾ أي: لا يسأل سؤالًا يستفيد السائل منه علمًا. وقوله: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾ أي: للتوبيخ. ز- قوله: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ وقوله في موضع آخر: ﴿كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ . ومن الأجوبة على هذا: أنه بالنسبة للمؤمن والكافر على حد قوله: ﴿عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ فمفهومه أنه على المؤمنين يسير. ولهذا التعارض في الظاهر أسباب: منها: وقوع المخبر به على أحوال مختلفة وأطوار شتى؛ كالإخبار عن خلق آدم من تراب، ومن طين، ومن طين لازب، ومن صلصال، ومن حمأ.. ومنها اختلاف المكان. ومنها: اختلاف جهتي الفعل؛ نحو: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ﴾ . ومنها: اختلاف الموضع؛ نحو: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ وقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ فالرجل لا ينافي الطمأنينة؛ لأنه مقدمة لها. وهكذا يجب أن تفرض عند الجمع في كل مقام ما يناسبه، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ . فما كان من عند الله لا اختلاف فيه أصلًا قليلًا أو كثيرًا، وإن

1 / 92