الأصلان في علوم القرآن
الناشر
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
رقم الإصدار
الرابعة مزيدة ومنقحة ١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٦ م
تصانيف
وقال غيره: تقع الفاصلة عند الاستراحة بالخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام. وسُميت بذلك أخذًا من قوله: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾ .
ومن المعلوم أن اللفظ في القرآن يتبع المعنى، وكلام البشر تتبع المعنى فيه الألفاظ. فكلامهم لا يخرج عن التكلف.
ومن الأحكام التى استنبطت من تتبع رءوس الآي اتضح أنها:
١- تقديم المعمول على عامله ليختم بالعامل؛ نحو: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينَ﴾ . وتقديم المفعول ليختم بالفاعل؛ نحو: ﴿جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ﴾ .
وقد يختم بتأخير الصفة ويقدم عليها ما يمكن أن تكون صفة له؛ نحو: ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾، فيمكن أن تكون "الكبرى" صفة للآيات، وأن تكون "من" بيانية و"الكبرى" مفعول ثانٍ.
والتقدير: لنريك الكبرى من آياتنا.
٢- تقديم ما هو متأخر في الزمان: ﴿فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى﴾ .. مراعاة للفواصل.
٣- تقديم الفاضل على الأفضل مراعاة أيضًا للفاصلة: ﴿بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى﴾ .
٤- تقديم الضمير على ما يفسره؛ نحو: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ .
٥- تقديم الصفة المكونة من جملة فعلية على الصفة المفردة؛ نحو: ﴿كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾ فجملة يلقاه صفة، وهي جملة فعلية قدمت على الصفة المفردة ليختم بالمفردة "منشورًا".
1 / 67