هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ".
وقال الغزالي: (وما من شيء من المباحات إلا ويحتمل نية أو نيات يصير بها من محاسن القربات، وينال بها معالي الدرجات - فما أعظم خسران من يغفل عنها، ويتعاطاها تعاطي البهائم المهملة عن سهو وغفلة، ولا ينبغي أن يستحقر العبد شيئاَ من الخطرات والخطورات واللحظات، فكل ذلك يسأل عنه يوم القيامة أنه لم فعله وما الذي قصد به.....) .
وقد مثل ابن تيمية ﵀ للعبادة بعد أن عرفها بقوله: (فالصلاة والزكاة والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الارحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان على الجار، واليتيم، والمسكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين، والبهائم، والدعاء والذكر، والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة) .
وعد ﵀ من العبادة الأعمال القلبية:
كالحب، والخشية، والإخلاص، والصبر، والشكر، والرضا، والتوكل، والرجاء، والخوف....
بل وسع المعنى العبادي حين عد كل ما أمر الله به من الأسباب عبادة فقال ﵀: (فما أمر الله به عباده من الأسباب فهو عبادة ...) .
1 / 20