حقيقة البدعة وأحكامها

سعيد بن ناصر الغامدي ت. غير معلوم
138

حقيقة البدعة وأحكامها

الناشر

مكتبة الرشد

مكان النشر

الرياض

تصانيف

فأخذ إمامتهم بعده المهنا بن جيفر اليحمدي، وكان له جيش قوي، وأسطول بحري ضخم، واستمر إمامًا لهم إلى أن توفي سنة ٢٣٧هـ. فجاء بعده الصلت بن مالك الخروصي اليحمدي، وكانت لدولته قوة ومنعة، حتى قاتل البرتغال عند احتلالهم جزيرة سقطرى في بحر العرب جنوب حضرموت، وبقي إمامًا للإباضية خمسة وثلاثين عامًا، وخُلع قبل وفاته التي كانت سنة ٢٧٥هـ. ٣- القدرية: ذكرنا فيما مضى أن القدرية بعد أن نشأت على يد معبد الجهني وغيلان الدمشقي، على أن الله لم يكن عالمًا بشيء قبل وقوعه، وأنه لم يرد إلا ما أمر به، ولم يخلق شيئًا من أفعال العباد، تحولت بعض هذه الآراء إلى المعتزلة، وحصل في بعضها تبدل، وذلك حين أخذ واصل بن عطاء قول معبد الجهني في القدر، غير أنه قال بعلم الله سبحانه بالأشياء قبل وقوعها، خلافًا لمعبد وغيلان اللذين كانا يقولان الأمر أنف، ووافقهم واصل الذي يعتبر رأس مذهب الإعتزال، في أن أفعال الشر الواقعة من العباد ليست بإرادته ولا مشئيته، وليست من خلقه ﷾ وفي هذه الفترة التي نحن بصد الحديث عنها، لم يكن للقدرية فرقة مستقلة كالخوارج والشيعة، بل إن بدع القدرية توزعت بين فرق أخرى، فلأخذت الشيعة منها: كقول الكيسانية بالبداء على الله ﷾

1 / 142